في مناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أقيم اليوم احتفال كبير نظمه مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة بالتعاون مع سفارة فلسطين والجامعة الأمريكية في القاهرة في إحدى قاعات الجامعة. تحيي الأمم المتحدة هذا اليوم الدولي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام. بدأ الاحتفال بعرض لفيلم روائي فلسطيني، قدمت بعده الفنانة الفلسطينية عبير صنصور فقرة غنائية، ثم تلاها عرض لرقصة الدبكة الفلسطينية، وذلك قبل أن يُختتم الحفل بعرض غنائي لفرقة اسكندريلا. تخلل الاحتفال معرض لصور عن فلسطين القديمة وكذلك معرض للمشغولات اليدوية الفلسطينية. في كلمة ألقاها خلال الحفل، قال سفير فلسطين لدى مصر السيد جمال الشوبكي إنه في حال عدم تنفيذ إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية مثلما فعل الفلسطينيون، وما لم تلتزم إسرائيل بهذه الشرعية، “فلن نستمر في هذا الطريق ولن نبقى الوحيدين الذين نحترم ونطبق الاتفاقات الدولية دون التزام من الجانب الإسرائيلي”. وفي كلمة مصر بهذه المناسبة، أكد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون المتعددة الأطراف والأمن الدولي السفير هشام بدر أن عضوية مصر في مجلس الأمن خلال عامي ٢٠١٦ – ٢٠١٧ ستكون داعمة لإنجاز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وذلك لكون مصر الدولة العربية العضو في المجلس عن تلك الفترة. كذلك شدد السفير بدر على ما ورد في تقارير للأمم المتحدة بأن “مشكلة فلسطين هي جوهر مشكلة الشرق الأوسط ولا يمكن تصور أي حل لا يأخذ تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة بعين الاعتبار”. وأعاد بدر تأكيد المطالبات بخطة تضمن “عودة الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم وجدولاً زمنياً لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة”. وباسم كلية الشوؤن الدولية والسياسات العامة في الجامعة الأمريكية في القاهرة، قال الدكتور إبراهيم عوض في الاحتفال إن “التضامن مع الشعب الفلسطيني هو في حقيقة الأمر بمثابة التضامن مع أنفسنا، فقضية الشعب الفلسطيني هي قضيتنا وحقوقه هي حقوق لنا”. وأضاف مدير مركز دراسات الهجرة واللاجئين في الكلية قائلاً إنه “طالما بقي الشعب الفلسطيني محروماً من ممارسة ما يحق له على أرضه وفي وطنه، فإننا نكون أيضاً محرومين من حقوقنا”. ومن ناحيتها، قالت مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة بالإنابة سوسن غوشه إنه رغم انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفة دولة مراقبة غير عضو ورغم أن 136 دولة اعترفت بها وبات علمها يرفرف في مقرات المنظمة الدولية، إلا أننا مازلنا “نشهد المستوطنات تتوسع والعنف المتصل بالمستوطنين يزداد، كما تتواصل عمليات الهدم العقابي للمنازل التي يملكها الفلسطينيون”، وهو ما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وتعارضاً مع عزم إسرائيل المعلن على المضي في تحقيق الحل القائم على وجود دولتين. جدير بالذكر أن الأمم المتحدة اختارت يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر للاحتفال بهذه المناسبة نظراً لأنه في ذلك اليوم من عام 1947 اتخذت الجمعية العامة للمنظمة ما أصبح يعرف باسم قرار التقسيم، والذي نص على إنشاء ”دولة يهودية“ و ”دولة عربية“ في فلسطين، مع اعتبار القدس كيانا متميزاً يخضع لنظام دولي خاص. ومن بين الدولتين المقرر إنشاؤهما بموجب هذا القرار، لم تظهر إلى الوجود حتى الآن إلا دولة واحدة هي إسرائيل. ويمثل هذا اليوم الدولي فرصة لتذكير العالم بأن قضية فلسطين لا تزال عالقة ودون حل، وأن الشعب الفلسطيني لم ينل بعد حقوقه غير القابلة للتصرف حسب القرار المذكور وحسب مئات القرارت الدولية الأخرى، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير دون تدخل خارجي، وحقه في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها. واستجابة لدعوة الأمم المتحدة، تقوم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني سنوياً بأنشطة عديدة ومتنوعة للاحتفال بهذا اليوم الدولي. وفي هذا السياق أتى هذا الاحتفال في القاهرة اليوم، والذي تزامن مع العديد من الأنشطة والاجتماعات والفعاليات الأخرى في مصر والمنطقة وأنحاء مختلفة من العالم .